يمثل الذكاء الاصطناعي في الصين جزءًا أساسيًا من تحولها الرقمي، ويسهم بشكل مباشر في تحسين كفاءة الإنتاج، وتطوير الخدمات العامة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومع ذلك، تواجه البلاد تحديات تتعلق بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، الخصوصية، واستخدام البيانات، وهو ما تعمل على معالجته من خلال وضع سياسات تنظيمية متوازنة.
بهذا، تبقى الصين في صدارة الدول التي تقود مستقبل الذكاء الاصطناعي، مع رؤية واضحة لمواكبة التطورات العالمية وتحقيق تفوقها التكنولوجي.
الذكاء الاصطناعي في الصين
في إطار التعرف على الذكاء الاصطناعي في الصين، يجب علينا التعرف على التاريخ الخاص بتلك التقنية في الصين، حيث إن تلك التقنية بالشكل العالمي ظهرت في الولايات المتحدة في خمسينات القرن الماضي، لذلك لفت ذلك انتباه جمهورية الصين الشعبية إلى تلك التقنية، والتي بدأت على العمل عليها في ثمانينيات القرن الماضي، وكانت في البداية مجرد برنامج تكنولوجي يهدف إلى توليد الكثير من الأبحاث في ذلك المجال.
في القرن الواحد والعشرين تمكنت الصين في النهاية إلى الوصول إلى أهم النتائج في ذلك المجال من خلال إنتاج عدد من الخوارزميات المميزة القادرة على تحديد العديد من النتائج بشكل مميز ودقيق سواء كانت تلك النتائج مكتوبة أو على هيئة صور أو فيديوهات.
الوضع الحالي للذكاء الاصطناعي في الصين
يمكننا أن نرسم صورة كاملة للمراحل التي أدت في النهاية إلى ظهور الذكاء الاصطناعي في الصين بشكله الحالي، وذلك عبر الفقرات التالية:
مرحلة ما قبل عام 2017
تعتبر تلك المرحلة أولى مراحل الذكاء الاصطناعي بالصين، حيث بدأت الحكومة في تعريف المواطنين على تلك التقنية من خلال عدد من الوثائق الرسمية التي أخرجتها حول تلك الدراسات لكي يتمكن المواطنين من التعامل معها بالشكل المطلوب.
مرحلة ما بين 2017 إلى 2020
هي الاعتراف السياسي بتقنية الذكاء الاصطناعي في الصين، وذلك من خلال تأكيد الحكومة بعدد من الوثائق الرسمية بأن الأبحاث التي تمت حول تلك التقنية قد شهدت فعالية كبيرة، وإن الدولة تعزم على تطبيقها في عدد من الجوانب المختلفة لحياة الأشخاص.
وكانت الصين ترغب من خلال تلك الخطوة التأكيد على قدرتها الدخول إلى ذلك السوق العالمي بقوة، وأنها سوف تستطيع الحصول على ثقة العديد من الجهات الاقتصادية على مستوى العالم للاستفادة منها، ولا يتوقف الأمر عند ذلك الحد، حيث ترغب في تصدير الخبراء الخاصين بها إلى عدد من دول العالم من أجل أن تضمن الهيمنة في ذلك المجال.
الدخول في خطوة التنفيذ الصناعي
هذه هي الخطوة الأهم في مجال الذكاء الاصطناعي بالصين، وذلك من خلال السعي نحو تفعيل تلك التقنيات على مستوى الدولة بالكامل، من خلال تأسيس البنية التحتية المناسبة لكل ذلك، حيث يضمن ذلك للدولة العمل على تنفيذ كل ما هو مطلوب من إجراءات مختلفة بسهولة، بالإضافة إلى أن تلك الشبكة تعتبر جزء عالمي يمكن الاستفادة منه من أجل تصدير تلك التكنولوجيا لغيرها من دول العالم برعايتها.
عوامل تطور الذكاء الاصطناعي في الصين
ظهرت عد من العوامل التي ساعدت على تطوير الذكاء الاصطناعي في الصين، يمكن التعرف عليها بشكل أكبر من خلال ما يلي:
السوق الصيني الكبير
من المعروف على السوق الاقتصادي للصين أنه من أكبر الأسواق العالمية، والذي يتميز بالتنوع الكبير، ويتم الاعتماد على كافة صور التكنولوجيا المختلفة داخله من أجل إتمام عمليات التصنيع بشكل مباشر، كل ذلك فتح الباب أمام أصحاب الأعمال مهما كان الحجم الخاص بها من أجل التفكير في تطوير أعمالهم، لذلك أصبح ذلك السوق قادرًا على استيعاب أي تقنية جديدة يمكن الاعتماد عليها لتلك الأعمال.
لذلك أصبحت أبحاث الذكاء الاصطناعي التي تتم من خلال المؤسسات الحكومية أو الخاصة تتم على قدم وساق، وذلك بغرض الوصول إلى أفضل نتيجة يمكن الاعتماد عليها في المستقبل من أجل تطوير كل ما هو ممكن داخل السوق الصيني.
زيادة القدرة على الابتكار
إذا نظرنا إلى تقنية الذكاء الاصطناعي في الصين يمكننا أن ندرك أمر غاية في الأهمية، أن تلك التقنية تم تطويرها بذلك الشكل المذهل من خلال عقول أبناء تلك الدولة، التي تتميز بالطابع العملي والتي تفكر وتعمل بالأساليب العلمية التي تمكنهم من الوصول إلى حلول المشكلات المختلفة.
لذلك أصبحت الصين من أولى دول العالم في تطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي فضل تلك العقول التي تم إدارتها من خلال أحدث الوسائل والأساليب لكي تصل إلى الحلول المثالية المناسبة لها.
بنية تحتية مؤهلة لكل ذلك
يمكننا الإشارة إلى أن السبب الرئيسي وراء نجاح تقنية الذكاء الاصطناعي في الصين إلى أنها من أكثر الدول التكنولوجية تطورًا وذلك من خلال الاعتماد على مجموعة من أحدث البنى التحتية التكنولوجية التي أهلت كافة المؤسسات من أجل التعامل مع تلك التغيرات بشكل مثالي، مما يعود عليها بالنفع إلى حد كبير.
نقاط الضعف في الذكاء الاصطناعي في الصين
على الرغم من كل تلك المميزات التي سبق وذكرناها إلا أن هناك مجموعة من العيوب التي يمكن أن تقابل الصين، وهي:
القدرة الحاسوبية
تعتبر تلك القدرة هي الجوهر الذي يقوم عليه تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإن الصين لا تملك القدرة على تصنيع الرقاقات الحاسوبية، ولكن كل ذلك قد تغير، ويمكن الإشارة إلى أن تلك المشكلة أصبحت عامل قوة من خلال الوصول إلى الطريقة التي تساعدها على إتمام كافة العمليات من أجل الوصول إلى الهدف المطلوب.
الخوارزميات في الذكاء الاصطناعي الصيني
على الرغم أن نظام الذكاء الاصطناعي في الصين من أهم الأنظمة وأكثرها تميزًا في عنصر الخوارزميات، إلا أنها تقوم في الأساس على الخوارزميات الأجنبية ذات المصدر المفتوح، والتي يمكن أن يضعها في موقف ضغط، ولكن المميز في تلك البرامج الإدارة الصحيحة للخوارزميات، مما يؤدي في النهاية إلى الوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة.
تعمل الصين في الوقت الحالي على زيادة البحث حول الخوارزميات مما يؤدي في النهاية إلى التخلص من تلك المشكلة وتصبح الصين من أقوى الدول في مجال الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
تابع المزيد: نظارات ray-ban الذكية
الأبحاث الأكاديمية في مجال الذكاء الاصطناعي
على الرغم من أن الصين تعتبر واحدة من أقوى الدول في إنتاج أبحاث الذكاء الاصطناعي، ولكن إذا نظرنا إليها سوف نجد أن الصين تعاني من جودة تلك الأبحاث، وذلك على المستوى العالمي، مما يعني التركيز على الغزارة فقط، ولكن المطمئن في الأمر أن الصين قادرة على تحسين جودة تلك الأبحاث.
من خلال السعي نحو ترتيب تلك الأبحاث بالشكل المناسب لكي يتم بالخروج بعدد من النتائج الهامة التي تعود على ذلك المجال بالنفع.
بعد التعرف على كل ما يخص الذكاء الاصطناعي في الصين، يمكننا أن نشير إلى أن دولة الصين أصبحت واحدة من الدول المهيمنة على العالم، ليس ذلك بقوة السلاح، ولكن بقوة البحث نحو التطور والتنمية، من خلال مجموعة من العقول المميزة التي يمكن الاستفادة منها في شتى مجالات التنمية.