اخبار تقنية

أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية

يعد الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية من أبرز الوسائل التي يمكن أن يعتمد عليها المخترقين والمحتالين على شبكات الإنترنت، حيث إن الذكاء الاصطناعي قد وصفه البعض بأنه سلاح ذو حدين، فبالرغم من الفوائد والاستخدامات المتعددة التي يمكن الحصول عليها من خلاله، إلا أن هناك الكثير من الأضرار والمخاطر الناتجة عن إساءة استخدامه.

في ظل توغل مجرمي المواقع الإلكترونية، وزيادة عمليات السرقة والانتحال الإلكتروني، فإن الذكاء الاصطناعي لعب دورًا بارزًا لمساندة هؤلاء المجرمين، وذلك من خلال استخدامه لارتكاب الجرائم والهجمات والتهديدات الإلكترونية، بينما يعتمد عليه الخبراء والجهات الأمنية في الوصول إلى هؤلاء المخترقين والمجرمين، لذا فيمكننا القول أن الذكاء الاصطناعي وسيلة نفع وضرر معًا فيما يتعلق بالجرائم الإلكترونية.

الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية

الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية
الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية

يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا فيما يرتبط بالجرائم الإلكترونية، حيث إن البعض يمكن استخدامه بشأن اختراق المواقع الإلكترونية، بينما يلجأ إليه الأمن السيبراني والجهات المختصة للكشف عن الجرائم بصورة عامة سواء كانت الإلكترونية أو الاعتيادية، ومن ثم خفض معدل الجريمة إلى أكبر قدر ممكن، لذا فإن الذكاء الاصطناعي له دورين، الدور الأول وهو لصالح المجرمين، والدور الثاني هو لصالح الجهات الأمنية، لذا فسوف نشير إلى أثر استخدام الذكاء الاصطناعي للطرفين.

استغلال الذكاء الاصطناعي لارتكاب الجرائم الإلكترونية

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية وارتكاب الأفعال الغير مشروعة، وذلك من خلال الاستخدام المسيء لتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث إن الكثير من المجرمين والمخترقين يلجأون إلى هذه الحيلة بشأن السرقات الإلكترونية، ومن أبرز النتائج التي يتسبب بها إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في ارتكاب الجرائم الإلكترونية، كلًا ما يلي:

هجمات الهندسة الإجتماعية

نظرًا للتقنيات المتطورة التي يتسم بها الذكاء الاصطناعي، فإن الكثير من الأفراد والمؤسسات تلجأ له لاستخدامه في الأفعال الضارة والأعمال الغير مشروعة وتحديدًا على المواقع الإلكترونية، وهو ما يسبب زيادة معدل الجريمة الإلكترونية، ومن أهم هذه الجرائم هي هجمات الهندسة الإجتماعية.

حيث إنها تنصب حول الخداع والاحتيال من قبل بعض الأفراد المحتالين، حيث يتم استغلال المعلومات والتفاصيل الخاصة بهم من خلال مواقع التواصل الإجتماعي أو الصفحات التوظيف أو غيرهم من الوسائل التي تشمل على وجود بيانات وفيرة للمستخدمين، ومن ثم استخدام البيانات والمعلومات لإلحاق الضرر بهؤلاء الأشخاص، أو استغلالهم للحصول على العوائد المالية.

الجدير بالذكر أن هذا النوع من الجرائم في تزايد مستمر بعد انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، فقد تمكن المحتالين من استهداف أعداد كبيرة من مستخدمي المواقع الإلكترونية، إلى جانب استهداف المؤسسات وكبرى الشركات وتوجيه التهديدات لهم.

جرائم حجب الخدمة الموزعة

يعتمد المجرمين على الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية ، وذلك حتى يتم ارتكاب جرائم الخدمة الموزعة، وهي من الجرائم الشهيرة التي انتشرت بشكل كبير في ظل التطورات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، حيث إن هذه الجريمة يتم من خلالها إرسال مجموعة من الطلبات والأوامر إلى خادم الموقع، ومن ثم يصبح ممتلئًا بالكثير من الأوامر التي تتسبب في تباطؤ الموقع، ومن ثم عدم القدرة على تنفيذ هذه الطلبات بشكل فعال.

فبالرغم من إن هذه الجريمة من الجرائم التقليدية القديمة، إلا أن الذكاء الاصطناعي تمكن من توفير الوقت لدى هؤلاء المجرمين، ومن ثم استهداف أكثر من مؤسسة في نفس التوقيت، وتنفيذ الهجمات والجرائم الموزعة.

هجمات التصيد الاحتيالي 

من الجرائم الإلكترونية الشهيرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة، ألا وهي هجمات التصيد الاحتيالي، فهي عبارة عن جريمة ترتكز على تجميع المعلومات الشخصية والحساسة، مثل الرقم السري للمستخدم أو البيانات المالية الخاصة به حتى يتم سرقتها، ومن خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية فقد أصبح الامر أكثر وسهولة ويسرًا على هؤلاء المجرمين، حيث يتم إرسال الرسائل المزيفة أو المقاطع المرئية إلى المستخدمين حتى يتم الدخول إليها ومن ثم سرقة البيانات الخاصة بهم، ومن ثم يصعب على الضحية التفريق بين المحتوى الحقيقي والمزيف.

مواجهة الجرائم الإلكترونية بتقنيات الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية
الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية

لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على الاستخدامات المسيئة فقط، إنما يمكن استخدامه بشكل صحيح لمواجهة الجرائم الإلكترونية والحد من معدل السرقات، لذا فإن هناك عدة طرق يمكن الاعتماد عليها بشأن الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية، والسيطرة عليها، وتتمثل هذه الطرق فيما يلي:

الكشف عن الهجمات والتنبؤ بها 

من أهم الإسهامات التي يقوم بها الذكاء الاصطناعى بشأن الجرائم الإلكترونية، أنه يساعد الجهات الأمنية والهيئات المختصة من الكشف عن الهجمات الإلكترونية والتنبؤ بها قبل حدوثها، وذلك من خلال التحليلات والبيانات التي تساهم في اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن ردع هذا النوع من الجرائم والسيطرة عليها، فضلًا عن إمكانية توفير الأمن والحماية من السرقات والجرائم الإلكترونية بوجه عام.

الوصول إلى الأنشطة الغير طبيعية

من المهام التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية، أنه يتمكن من الكشف عن الأنشطة والممارسات الغير طبيعية، حيث إن المواقع الإلكترونية والتطبيقات تعتمد على مجموعة من القواعد والشروط التي لا يمكن الإخلال بها من قبل المستخدمين، وفي حالة انحراف أحد المستخدمين واستخدام المواقع بشكل لا يتوافق مع المعايير والضوابط.

فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي تتمكن من إيقافه على الفور، حتى يتم منع إحتمالية حدوث أي نوع من الهجمات والسرقات، تعد هذه التقنية من التقنيات المستخدمة على مدار فترات طويلة، إلا الذكاء الاصطناعي ساهم في أن تكون هذه التقنية أكثر فاعلية، ومن ثم سهولة اكتشاف أكبر قدر ممكن من المجرمين والمحتالين.

تحليل البيانات الضخمة

واحدة من أهم المزايا التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية، ألا وهي إمكانية تحليل البيانات، حيث إن الجهات الأمنية تتمكن من الاستفادة بشكل كبير من هذه التقنية، وذلك من حيث القدرة على كشف الهجمات والتهديدات، ومن ثم القدرة على التفريق بين البيانات المضللة الكاذبة وبين البيانات الحقيقية.

حيث إن أنظمة كشف التهديدات تتسم بالدقة الفائقة والسرعة الكبيرة في معالجة البيانات واستنتاج الإجراءات اللازمة بشأن التصدي إلى أي نوع من الجرائم الإلكترونية والسيطرة عليها، وهو ما يهدف إلى تقليل معدل جرائم السرقة والانتحال الإلكتروني، لذا فهي وسيلة فعالة وآمنة يعتمد عليها الأمن السيبراني لتوفير الحماية اللازمة للمستخدمين.

تابع المزيد: تحديات الأمن السيبراني

دعم عمليات التحقيق وجمع الأدلة 

الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية
الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية

يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا حيويًا في قدرته على دعم العمليات الأمنية وجمع الأدلة، وذلك بفضل التقنيات المتطورة التي يتم الاعتماد عليها، حيث إنها تساهم في تحليل البيانات الرقمية التي تتمثل في الرسائل النصية والمعلومات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذلك لاستخدامها بشكل يوفر الحماية للمستخدمين، حيث يتم اللجوء لها في التحقيقات الجنائية المتعلقة بالجرائم الإلكترونية، وذلك بفضل نتائجها السريعة التي تتسم بالدقة، لذا فإن الأمن السيبراني يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق أفضل نتائج الأمان.

في ظل التطور التكنولوجي الكبير الذي نعيشه الآن فإن أهمية الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية ترجع إلى كيفية الاستخدام، فيمكن استخدامها بشكل سلبي في عمليات الانتحال والسرقة، ويمكن أيضًا استخدامها بشكل إيجابي للوصول إلى المجرمين والكشف عن الجرائم الإلكترونية التي يتم بارتكابها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى